الدليل دوت كوم
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، نجاح الأسبوع العربى الأول للتنمية المستدامة والذى حرصت مصر على استضافته وتنظيمه فى شهر مايو العام الماضى بتعاون مثمر مع كل من جامعة الدول العربية والبنك الدولى ومنظمة الأمم المتحدة، تحت شعار "نحو شراكة فاعلة"، موضحا أن إطلاق الأسبوع العربى فى نسخته الثانية تحت شعار "الانطلاق نحو العمل" يعد استكمالًا لما تم البدء به من عمل فى إطار من الشراكة الفاعلة والتعاون المثمر بمشاركة واسعة ورفيعة المستوى من ممثلى الحكومات والقطاع الخاص والمُجتمع المدنى فضلًا عن مشاركة المرأة والشباب والإعلام هذا إلى جانب مشاركة المنظمات العربية والإقليمية والدولية، والجامعات والمراكز البحثية المتخصصة.
وأشار "السيسى" - خلال الكلمة التى نقلتها وزيرة التخطيط - إلى أن تلك المشاركة الواسعة جاءت بهدف استمرار التعاون فى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، والانطلاق بالشراكات نحو تحقيق أهداف المجتمعات العربية، والعمل على إيجاد الحلول لقضايا التنمية المستدامة فى المنطقة العربية، لافتا إلى أن اجتماع اليوم جاء فى الوقت الذى يشهد فيه العالم أجمع وفى القلب منه المنطقة العربية ظروفًا ومتغيرات اقتصادية وسياسية متسارعة وفى غاية الأهمية مما يفرض مزيدًا من الأعباء والتحديات وبما يؤثر سلبًا على الجهود التى تبذلها الحكومات لتحقيق التنمية مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب مضاعفة الجهد والعمل الجاد والحثيث.
وحول قضية تمويل التنمية، أوضح "السيسى" أن تقدير الدراسات حاجة العالم إلى الانتقال من الحديث عن المليارات إلى تريليونات الدولارات لتمويل برامج تحقيق التنمية المستدامة، لافتًا إلى تقرير المنتدى العربى للبيئة والتنمية عام 2018 والذى قدر حجم الاحتياجات التمويلية لكافة دول العالم لتلبية أهداف التنمية المستدامة بمبلغ يتراوح بين 5 إلى 7 تريليونات دولار سنويًا حتى عام 2030 لتبلغ حاجة الدول العربية فقط لنحو 230 مليار دولار سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفى إطار الحديث عن التحديات التى تواجه الدول العربية، أشار "السيسى" إلى الحاجة إلى خلق فرص العمل والتشغيل فى ظل ارتفاع معدلات البطالة، مؤكدًا أنها تعد أحد أهم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجه الدول العربية حيث بلغ معدل البطالة فى الدول العربية 15% فى عام 2017 مما يتجاوز ضعف المعدل العالمى البالغ 5.7% فى حين بلغ معدل البطالة بين الشباب فى الدول العربية 29% وهى المعدل الأعلى فى العالم وذلك لتزداد التحديات فى ظل ارتفاع نسبة الشباب فى الدول العربية حيث يبلغ عدد من هم دون عمر 30 عامًا نحو 60% من السكان.
وأكد "السيسى" أن تلك القوة البشرية الهائلة على قدر ما تفرضه من تحديات، تحمل فى طياتها أيضًا العديد من الفرص التى ينبغى الاستفادة بها من خلال تشجيع الاستثمار فى البشر مؤكدًا أن العالم العربى بحاجة إلى رؤية وخطة واضحة يتشارك فى تنفيذها كافة الدول والمنظمات والمؤسسات المالية العربية لإعادة بناء الانسان العربى وتعظيم الاستفادة من قدراته بما يدعم جهود تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وفى إطار الحديث عن الاستثمار فى البشر، أشار الرئيس السيسى، إلى الأهمية القصوى التى توليها الدولة المصرية لهذا النوع من الاستثمار، لافتًا إلى خطة الدولة لبناء الانسان المصرى والتى تمثل أحد المحاور الرئيسية لبرنامج عمل الحكومة 2018-2022، والتى وجهت بأن يكون بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة وخطط التنمية متضمنه بناء الإنسان المصرى من كافة الجوانب سواء فى الصحة أو التعليم أو الثقافة أو الرياضة، بهدف تكوين وبناء شخصية مصرية قادرة على التعامل الإيجابى مع المستجدات المحلية والدولية.