الدليل دوت كوم
كعادتهم.. سلط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على موقف انساني بطله احد الفلاحين البسطاء الذين مازالوا يتسمون بصفات الشهامة والرجولة المصرية.. تلك الصفات التي يظن البعض انها اندثرت واختفت من الشخصية المصرية.
الموقف الشجاع للفلاح البسيط ابن قرية العميرة التابعة لمركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ سرعان ما انتشر بشكل لافت للنظر على جميع مواقع الواصل الاجتماعي، وصفحات الرواد الذين يصنعون الأبطال، يهاجمون الظلم، يسخرون من الأوضاع المتردية على كافة الاصعدة، أو يدافعون عن الحق ايا كان صاحبه ضعيفا او قويا، مشهورا او مغمورا، شئنا أم أبينا هذه طبيعة السوشيال ميديا، إعلام العصر الحديث، وها هم روادها اليوم يسلطون الضوء على قصة البطل محمد علي سمير البغدادي، صاحب الـ 21 عامًا، وشقيقته إسراء، وسط دعواتهم لهما بالمغفرة والرحمة، قصة الشاب الذي حاول إنقاذ شقيقته من الغرق فابتلعتهما المياه معًا ولكن بعد ان تمكن البطل الشهيد من انقاذ ارواح عشرة اشخاص، من افراد اسرته، كانوا يصارعون الموت غرقا مع شقيقته.
كانت الأسرة مجتمعه على شاطئ البحر يوم الجمعة الماضي، وكعادته ذهب محمد إلى الحقل ليساعد والده ثم إستاذن للذهاب إلى الشاطئ بصحبة والدته والعديد من أفراد عائلته بعيدًا عن الزحام والإختلاط بالناس، ثم ذهب لأداء صلاة الجمعة وعند عودته فوجئ بشئ لم يخطر له على بال، أفراد أسرته بالكامل يغرقون في مياه البحر امام ناظريه.. لم يتردد لحظه وألقى بنفسه في الماء ينقذهم فرداً فرداً (أكثر من عشرة أفراد)، وبعد أن تمكن من اخراجهم جميعا، أصيب بالصدمة عندما رأى جثة أخته طافيةً علي سطح مياه البحر تبتعد عن الشاطيء إلى حيث المجهول، لم يفكر كثيرا او يستسلم فعاد للمياه محاولا جلب جثة شقيقته؛ وعبثا حاولت والدته منعه بكل قوتها، وأخبرته أن شقيقته ماتت وألَّحت عليه بالرجوع لارتفاع الامواج وخطورتها على حياته، وابتعاد الجثة عن الشاطيء بمسافة كبيرة، لكنه رفض قائلا لها: أبداً لن أترك أختي، وقبل أن يَصِلَ البطل الى جثة شقيقته.. غَرِقَ أمام أعْيُن أمه وإخوته وأهله الذين وقفوا يراقبون المأساة بلا حول ولا قوة.
وبعد الحادث بايام قليلة قرر أحد أبناء مركز بلطيم وزوجته عمل عمرة لمحمد وشقيقته، عرفانا لشهامة البطل الشهيد وإصراره على انقاذ جثة شقيقته، وبما أحيا من امل داخل النفوس بأن الدنيا في مصر مازالت بخير.. رحم الله الشهيد رهم شقيقته.